الخميس، 8 ديسمبر 2011

الأطفـــال فــاقدو الرعـاية الأبوية 1

الأطفـــال فــاقدو الرعـاية الأبوية
من هــــم الأطفـــال فــاقدو الرعـاية الأبويةيقصد بالأطفال المحرومون من رعاية الأهل: جميع الأطفال الذين لا يعيشون مع واحد من الأبوين على الأقل، لأي سبب من الأسباب. ويشمل هذا التعريف :ـ أ - "الأطفال بدون صحبة" وهم الأطفال بدون رعاية أسرية الموجودون خارج موطن إقامتهم المعتاد إذا لم يقم برعايتهم أحد الأقارب أو شخص بالغ مسئول عن ذلك بمقتضى القــــــــانون أو العادات. ب - "الأطفال المنفصلون" إذا تم فصلهم عن المقدم الأولي للرعاية سواء تم ذلك على أساس قانوني أو بحكم العادات، ولا يكون الانفصال بالضرورة عن أحد الأقارب. ج- الأطفال ضحايا ظروف الطوارئ واقع الرعاية البديلة في المنطقة العربية البيانات والدراسات المتوفرة تعكس بوضوح أن المنطقة العربية تعاني من نقص حاد في البيانات حول موضوع الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية أو تلك الخاصة بالرعاية المؤسسية أو البديلة وقد يرجع ذلك إلى أن الموضوع لم يتم تناوله بالاهتمام الكاف، أو أن الجهد ما زال في بدايته الأولى. وأهم المشاكل التي تواجه الدول عدم وجود قاعدة بيانات ونظام للمعلومات والمؤشرات الإحصائية الرسمية حول أرقام الأطفال الذين يعانون من الظروف الصعبة يحتاجون لرعاية اجتماعية خاصة وبالتالي يصبح من الصعب التخطيط ووضع البرامج والسياسات بما يفيد الأطفال، هذا بالإضافة إلى غياب الدراسات الميدانية والتي تأخذ أراء الأطفال ورؤيتهم بالاعتبار وتساعد في التعرف على مشاكلهم واحتياجاتهم. إن فهم وضع الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية وتحليل واقعهم يقتضي فهم السياق المجتمعي الذي يعيشون فيه وتأثير مجمل العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المباشرة وغير المباشرة على وضع الأطفال عموما وعلى الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية بشكل خاص وعلى أسرهم . كذلك معرفة بالسياسات العامة والبرامج القائمة التي تستهدفهم والتي بدورها تتأثر بشكل مباشر بالثقافة المجتمعية وبالأطر القانونية والتشريعات التي تحمي حقوق الطفل. بالإضافة إلى ذلك تتطلب دراسات تحليل واقع الرعاية البديلة - بيانات حول حجم ظاهرة الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية - أسباب إيداع الأطفال في مؤسسات الرعاية، - خصائص مؤسسات الرعاية الموجودة - أنماط الرعاية البديلة والخدمات المقدمة، - الدور الذي تقوم به الحكومات والجهات الأخرى تجاه هذه الـــــفئة من الأطفال. أسباب إيداع الأطفال في مؤسسات الرعاية أسباب عامة تتصل بظروف يمر بها المجتمع الحروب، الهجرة القسرية، انتشار الأوبئة (مثل مرض نقص المناعة االمكتسبة )، الفقر، أسباب تتعلق بالأسرة والمجتمع المحلي النزاعات الأسرية انفصال الوالدين الإهمال والإساءة، هجر الوالدين لأطفالهم، هرب الأطــــــفال من أسرهم. يمكن تصنيف العوامل إلى: العوامل الاقتصادية في الكثير من الدول، يلعب الفقر دورا كبيرا في حرمان الأطفال من الرعاية الوالدية. وقد يضطر الوالدين تحت ضغط الفقر وعدم قدرتهم على توفير احتياجات أطفالهم الأساسية وتوفير الرعاية اللازمة إلى إيداعهم في مؤسسات للرعاية. وقد تزايدت معدلات إيداع الأطفال في مؤسسات الرعاية نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها العديد من الدول العربية كنتيجة لإعادة الهيكلة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، وتدني متوسط دخل الأسرة و الفرد. وتزيد هذه المعدلات النسبة بين الأسر التي تعولها الأمهات وحدهن حيث يقع على عاتق الأم كافة المسئوليات، وغالبا ما تكون هذه الأسر الأكثر فقرا ليس فقط لقلة الدخل بل لعدم توفر فرص للعمل مما قد يدفع بالأمهات إلى إيداع الأطفال في مؤسسات الرعاية. العوامل الاجتماعية وتشمل التفكك الأسري وضعف شبكة العلاقات الأسرية إما لغياب الأب الدائم كسفره أو طول انشغاله بقوت عمله، حالات الطلاق والزواج المتعدد والهجرة الخارجية للمعيل ووفاة أحد الوالدين أو كلاهما هي بعض الأسباب التي تدفع بالأطفال إلى مؤسسات الرعاية. كما ويؤدي النزاع الأسري في كثير من الأحيان إلى هروب الأطفال إلى الشارع. وتلعب الثقافة المجتمعية السائدة والمفاهيم التقليدية والتي تصم الأطفال الذين يولدون خارج رباط الزواج دورا في دفع الأمهات إلى التخلي عن أطفالهم. الحروب والكوارث الطبيعية وهي من الأسباب الطارئة والتي تتطلب إجراءات فوريه لمعالجة آثارها على الأطفال. العنف في بعض الدول يكون تعرض الأطفال للعنف الأسري من ضمن الأسباب الرئيسية لإيداع الأطفال في دور الرعاية الاجتماعية خــــــاصة تعرضهم للانتهاك الجنسي أو الإيذاء أو تعرض بعض الفـــــــــــــتيات للاغتصاب. ومن المهم البحث في أسباب حرمان الأطفال من الرعاية الوالدية لفهم جذور المشكلة وإيجاد السبيل الأمثل لمعالجتها، حيث يلاحظ أن أعداد كبيرة من الأطفال الموجودين في المؤسسات يرجع إلى الوالدين وعدم توفر الخدمات الأساسية لهؤلاء الأطفال مثل التعليم والصحة وهو ما يدفع بالأهل إلى إيداعهم في مؤسسات الرعاية إضافة إلى عدم توفر الحضانات التي قد تساند الأمهات في رعاية الأطفال. أن الأعداد المتزايدة لدور الأيتام في المنطقة العربية دليل على تضاؤل رعاية الأسرة والمجتمع للأطفال المحرومين من الرعاية الوالدية، استخلاصات لم تحظ قضية الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية بعد بالاهتمام الكافي في معظم الدول العربية وبقي الجهد المبذول في حدود التوسع في إنشاء مؤسسات رعاية لاستيعاب الفئات المختلفة من الأطفال المحرومين من الرعاية الوالدية وتقديم الخدمات لهم وعلى الرغم من وجود قوانين وتشريعات تهدف إلى حماية هؤلاء الأطفال إلا أنها لا تحدد المعايير التي تحكم جودة الرعاية المقدمة، ولا تشير التقارير إلى السياسات أو البرامج التي تستهدف معالجة الأسباب الجذرية لظاهرة الأطفال فاقدي الرعاية وبالتالي الحد من ظاهرة انفصال الأطفال عن أسرهم. لعل أهم ما يلفت النظر في التقارير والدراسات أن الثقافة المجتمعية السائدة لها أثرها في طريقة تعامل الدول مع الأطفال فاقدي الرعاية، فالأطفال كائنات جديرة "بالإشفاق" وموضوع لعمل الخير وكسب الثواب في حالة الأيتام أو من هم موهومون اجتماعيا في حالة الأطفال مجهولي النسب. إن الطريقة التي نرى فيها الأطفال تحكم الطريقة التي سنتعامل معهم وتؤثر بدورها في السياسات والبرامج التي نصممها لهم، وليس هذا فحسب بل أن هذه الرؤية يحملها القائمون على رعاية الأطفال وتنعكس على طريقة تعاملهم مع الأطفال بل وتنتقل للأطفال أنفسهم وتصبح جزءا من رؤيتهم لأنفسهم. أين تكمن المشكلة؟ المشكلة تبدأ من الزاوية التي ننظر بها للأطفال عموما، وللأطفال فاقدي الرعاية الوالدية بشكل خاص، وما هي المفاهيم والمنطلقات التي توجهنا. يفتقر تعاملنا مع الأطفال إلى منظور الحق ونتعامل معهم من منطلق الحاجة، وبينما يرى المنطلق الأول الأطفال كذوات مستقلة فاعلة وأصحاب حق وبالتالي فتوفير هذه الحقوق مسئولية عامة وملزمة للدول ويحق للأطفال أن يكونوا فيها مشاركين فاعلين، ينظر الثاني إلى الأطفال على أنهم كائنات ضعيفة بحاجة إلى مساعدة، ويركز على تقديم الخدمات وبالتالي يصبح ما يقدم في حكم العمل الخيري التطوعي. النظرة الغائبة كذلك هي المتعلقة بالفروق الفردية بين الأطفال، لأن الأطفال في الفئات المختلفة يعاملون كشخص واحد أو كأشخاص متشابهين لدرجة كبيرة وتغيب بالتالي احتياجاتهم المختلفة حتى داخل الفئة الواحدة. رغم تباين الاحتياجات بين البنات والأولاد في كل فئة من الفئات العمرية. مثل هذه القضايا تتطلب منا إعادة التفكير في التعامل مع أطفال مسترشدين بالنهج الحقوقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق