الاثنين، 24 سبتمبر 2012

الإعلام والاتصال


الإعلام والاتصال

مرت البشرية منذ بدء الخليقة ، بمراحل تطور بالغة الأهمية ، تغيرت خلالها لغة الاتصال بين البشر ، من عصر  الرموز والعلامات والإشارات ، إلى عصر اللغة المنطوقة والتخاطب ، ثم وصلت لعصر الكتابة اليدوية البدائية ، قبل أن يعرف العالم الطباعة ويدخل منها إلى عصر الاتصال الجماهيري بدئا بالصحافة الورقية ، ثم الصحافة المسموعة والمرئية التي عرفت في بدايات القرن العشرين ثم اكتشاف السينما ، وأجهزة الاتصال السلكية واللاسلكية ، تمهيدا للوصول بالعالم إلى مرحلة الاتصال التفاعلي ، من خلال الانترنت ، والصحافة الاليكترونية ،
أولا :عصر الإشارات والاتصال الغير لفظي :
 مارس الإنسان البدائي ، الاتصال من خلال عدد محدود من الأصوات مثل : الزمجرة ، والهمهمة ، والدمدمة ،والصراخ ، إضافة إلى استخدام الإشارات ، بالأيدي والأرجل ، فكان التفاهم صعبا وبطيئا ، أدى إلى تخلف البشرية آلاف السنين ، نظرا لضعف القدرة البشرية على التعبير عن ذاتها ، فضلا عن أفكارها
ثانيا :عصر التخاطب والاتصال اللفظي :
 الحاجة للبقاء دفعت الإنسان للتعلم ، شيئا فشيئا ، وهو ينتقل ببطء تدريجي من العصر الحجري لآلاف السنين ، إلى عصر الحياة المستقرة والإقامة الدائمة في جماعات تزايدت أعدادها مع مرور الزمان , وبدأت تصنع لنفسها لغة تخاطب منطوقة تساعد على تأقلم الناس مع بعضهم وكانت الرموز التصويرية ، من خلال صور ورسومات بدائيه ، يتم حفرها على الحجارة هي الخطوة الأولى في تعلم النطق والكتابة .
ثالثا :عصر الكتابة والاتصال الغير شخصي :
بدأت الكتابة التصويرية في الكتابة على المعابد والمقابر وفي تسجيل الأحداث الهامة ، عن طريق حفرها على الحجارة ، وكان كل رمز أو رسم يعني فكرة معينه ، مما يتطلب من الكاتب والقاري ، حفظ عدد هائل من تلك النماذج الرمزية ، ثم طور السومريون العراقيون الكتابة بالرموز الصوتية تعتمد على استخدام الحروف للتعبير عن المنطوق الصوتي ، وكان أهم انجاز بشري ، ظهور الأبجديات اللغوية لشعوب العالم ،
مرحلة الطباعة
مع تطور الكتابة ، تطورت الوسائل التي يتم الكتابة عليها ، فقد استخدم المصريون الحفر على الحجارة ، واستخدم السومريون العصا المدببة للكتابة على ألواح الطمي ، وكانت المشكلة في صعوبة نقل هذه المواد ، حتى اكتشف المصريون الكتابة على أوراق البردي ، كما اكتشفت قبائل المايا الكتابة على لحاء الأشجار ، إلى أن اكتشف الصينيون الورق ، ونقلوه إلى العالم ، ثم انتشر الورق في أوروبا الى ان اكتشف الألماني /جوتبرج الطباعة مستخدما اله نجح في تشغيلها عام 1436م ومع بداية القرن16 ، بدأت الصحافة الورقية المطبوعة تنتشر .
رابعا : عصر الإعلام والاتصال الجماهيري :
شهد القرن التاسع عشر معالم ثورة الاتصالات الجماهيرية والتي اكتمل نموها في القرن العشرين , ، وواكب ذلك ظهور المخترعات الحديثة  مثل التلغراف عام 1837م ، ثم التليفون في العام 1876م ، وبعد عام واحد اخترع  إديسون الفونوغراف ، ، وفي العام 1896م اكتشف المخترع الايطالي  ماركو ني – اللاسلكي – وكانت المرة الأولى التي يتم فيها انتقال الصوت إلى مسافات بعيده دون الحاجة إلى أسلاك ،مما أدى إلى ظهور الخدمة الإذاعية الصوتية لأول مرة في كندا وألمانيا عام 1919م ثم في أمريكا عام 1920 ،
ثم بدأت بعدها بعدة أعوام التجارب الأمريكية الأولى لاختراع الخدمات التليفزيونية مستفيدة من كافة الاختراعات السابقة ، وظهر أول بث تليفزيوني أمريكي عام 1941م ثم شهد  العام1927م ولادة السينما الناطقة ، فاكتملت معادلة الاتصال الجماهيري بشقيها الثقافي والإخباري  لتعلن عن دخول البشرية عصر الاتصال الجماهيري المرئي في السينما والتلفزيون .
 خامسا : عصر الانترنت  والاتصال التفاعلي :
كان القرن العشرين بحق هو قرن الإعلام ، وقد تتابعت فيه الاختراعات الاليكترونية بسرعة مذهله ، وصلت به إلى البث الفضائي التليفزيوني مستفيدة من تكنولوجيا الأقمار الصناعية التي بدأت بالظهور ، بإطلاق الاتحاد السوفييتي – السابق – لقمره الصناعي الأول عام1957، وتبعه تفوق أمريكي في مجال الأقمار الصناعية ، التي استطاعت نقل أول بث تليفزيوني مباشر في العام 1964م ،
ثم أصبح لدى العرب القمر الصناعي عربسات عام 1990 ، وانضم إليه القمر الصناعي المصري نايلسات منذ العام1996م ، وكان الاندماج بين تكنولوجيا الأقمار الصناعية ، وتكنولوجيا الحاسب الاليكتروني ، أو الكمبيوتر ، هو قمة ما أنتجه العقل البشري من الاختراعات ، والتي أطلقت الانترنت ، والصحافة الاليكترونية ، وأدخلت الانسانيه إلى عصر تفاعلي ، بلا قيود وليس له حدود ، في التواصل بين الناس من كل الأجناس،
ثم تغيرت الأدوار أو تداخلت بين عناصر الاتصال ، وبات المرسل والمستقبل ، يتبادلان الأدوار في معظم الأحوال ، ويمكن لأي فرد كان توجيه رسالته في أي زمان والى أي مكان ، وتجمعت الخدمات الاتصالية في توليفه واحده ، يمكن من خلالها ، مشاهدة التلفاز والسينما وكتابة الرسائل الاليكترونية ، في جهاز المحمول التليفوني ، ويمكن مشاهدة الأفلام السينمائية والقنوات التليفزيونية والمحطات الاذاعيه ، مع مخاطبة العالم كله باستخدامات الانترنت ، وجهاز الكمبيوتر .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق