الاثنين، 24 سبتمبر 2012

المحرر الإخباري التلفزيوني


يعد المحرر الإخباري العمود الفقري لصناعة الأخبار و احد العناصر الهامة فى فريق العمل  الإخباري فى القنوات التلفزيونية ولهذا يجب أن يتمتع بحس إخباري قوى  فهو يعرف القصة الإخبارية المتميزة ويغطيها،

ويعتمد المحرر الأساسي فى إطار عمله وصياغته لقصصه الإخبارية  بشكل كبير على مصادره الشخصية من مسئولين ومتخصصين، بالإضافة إلى قواعد البيانات المباشرة كمصادر لصياغة القصص الإخبارية وتحريرها، بالإضافة إلى النقاش والحوار بين المحرر ورئيس التحرير للتعرف على وجهة نظره حول اختيار قصة إخبارية معينة وكيفية معالجتها .

وتوجد فى هذا الإطار مجموعة من القواعد المتعلقة بعمل المحررين الإخباريين فى غرفة تحرير الأخبار من أهمها:

- إن العمل فى مناخ جماعي قد يحمس بعض المحررين غير الجادين لإنجاز قصصهم الإخبارية بشكل أسرع وأفضل.

- إن العمل فى غرفة تحرير الأخبار يساعد المحرر المبتدئ على التعرف على إطار السياسة التحريرية غير المعلنة للقناة، من خلال احتكاكه بزملائه أثناء تحرير القصص الإخبارية، حيث يتفهم ظروف المجتمع بشكل أوضح ويرشده  الزملاء الأقدم  لاختيار قصصاً إخبارية لا تصطدم - بشكل كبير - مع عادات وتقاليد وأفكار مجتمعة والخط التحريري للقناة، وأهمية مراعاة ذلك أثناء معالجته لتلك القصص الإخبارية.

وتوجد علاقة مباشرة بين رئيس التحرير والمحررين، حيث يكون هناك اجتماعا يومياً بينهم فى بداية اليوم في العادة تتم فيه مناقشة كافة الإمكانات المتاحة لتغطية أكبر وأهم عدد ممكن من القصص الإخبارية.

وتوجد عدة مهام منبثقة من مهمة المحرر ومنها:

1- محرر المهام Assignment Editor:

يرتبط عمله بشكل كبير بدور المنتج، حيث أنه مسئول عن التأكد من بعض تفاصيل العمل ومنها:

 التأكد من أن المراسلين لديهم وقتاً كافياً لتغطية قصصهم الإخبارية،ووضع جداول لكل من سيقوم بتغطية القصص الإخبارية خلال هذا اليوم من العاملين فى التخصصات المختلفة، بالإضافة إلى ووضع أفكار القصص الإخبارية الجديدة التى يمكن تغطيتها .

وهناك العديد من القنوات التلفزيونية لديها أكثر من محرر مهام، يعمل بعضهم خلال ساعات النهار والبعض الآخر يعمل خلال ساعات الليل، حيث أن من مهام عمله ما يتطلب أن يكون دائماً فى وضعية الاستعداد للرد على أي استفسار من أي جهة للقناة حول القصص الإخبارية المذاعة، كما يجب أن يكون على اتصال مباشر بفريق العمل الإخباري فى الميدان لحل أي مشكلات يقعون فيها أو لتوجيههم نحو تغطية أحداث عاجلة من مواقع  الأحداث.

2- المحرر المُخطِط Planning Editor :

يُعد المحرر المُخَطِط من العناصر الأساسية فى فريق العمل الإخباري فى القنوات التلفزيونية الكبرى، ويطلق عليه أيضاً Metro Editor ومن مهامه:

 التعامل مع المحررين فى صالة تحرير الأخبار، بالإضافة إلى مهمته الأساسية "التخطيط طويل المدى" لتغطية الأحداث الإخبارية المستقبلية مثل الانتخابات، كما أنه يكون مسئولاً عن متابعة تنفيذ الحلقات الخاصة حول بعض الأحداث الاستثنائية، بالإضافة إلى التقارير المتخصصة فى المجالات الاقتصادية والطبية وغيرها، وقد يعاونه فى أداءه عمله بعض الباحثين المتخصصين فى هذه المجالات .

ويتعامل المحررون بشكل مباشر مع رئيس التحرير  باعتباره المسئول الأول عن اختيار القصص الإخبارية التى ستظهر على الشاشة ويحدد ترتيب ظهورها، كما إنه المسئول النهائي عن مستوى النشرة، لهذا يتابع باستمرار النشرات المنافسة فى القنوات الأخرى لمعرفة آخر المستحدثات واللحاق بها،

 ورئيس التحرير الناجح يخلق مناخاً من الهدوء الذي يسمح بالإبداع والابتكار والعمل بحرية فى غرفة تحرير الأخبار إذ يجب أن يكون قادراً على إدارة العملية الإبداعية بدون أن يؤثر عليها أو يقيدها.

انواع البرامج التلفزيونية

الأخبار والبرامج السياسية : البرامج السياسية في عالم الإعلام الفضائي تشغل شريحة كبيرة من المشاهدين في العالم ، وهذه البرامج تشبع حاجة الإنسان إلى الفضول المعرفي السياسي، وتؤجج فيه مواقف محددة يقتنع بها، ثم يقوم بالدفاع عنها. إن ما يميز برامجنا من هذا النوع هو أنها تدافع عن قضايانا الوطنية وتحاول تسليط الضوء على ما تدور من إحداث سياسية للبلاد ، وعلى هذا الأساس تبدو مسؤولية زملائنا في البرامج السياسية الحوارية وغير الحوارية أكبر بكثير رغم تضافر جهود جميع البرامج لإيصال حالة المشهد السياسي وهذه المسؤولية تدفعنا إلى طرح مجموعة تساؤلات حول الأساليب المتبعة سواء كان هناك شفافية أم لم يكن، وسواء كان هناك جرأة أم لم يكن.

البرامج الحواريّة: وهي من أكثر البرامج التلفزيونية انتشارا حيث يقسم هذا النوع من البرامج إلى ثلاثة أقسام:

- حوار الرأي : ويعتمد على استطلاع رأي شخصية معينة في موضوع ما.

- حوار المعلومات : ويهدف للحصول على معلومات أو بيانات تخدم هدفا معينا.

- حوار الشخصية : ويستهدف هذا القالب تسليط الضوء على شخصية ما وتقديم الجوانب المختلفة منها للمشاهد، ويعتمد نجاح هذا النوع من البرامج على اختيار الشخصية المناسبة ومدى كفاءة مدير الحوار، وطريقة وضع الأسئلة بحيث تكون مباشرة وبسيطة وفي الوقت نفسه قوية وواضحة، ولا تكون الأسئلة مما يحتمل الإجابة عنه بنعم أو لا، ولكن يفضل اختيار أسئلة تسمح للضيف بأن يخرج إجابات تقريرية أو تفسيرية، ويفضل أن يبتعد المعد عن الأسئلة الإيمائية التي تتضمن في طياتها الإجابة التي يجب أن يرد بها الضيف.ومن المهم أن يستفز المعد الشخصية المجرى معها الحوار بأسئلة تجعله يقدم معلومات جديدة ومشوقة أو آراء مهمة.

ويبقى هناك عوامل معينة تساعد على نجاح البرنامج في كل قالب من هذه القوالب، منها جدة وجدية الفكرة، واحتياج الناس للموضوع، وتنوع المصادر وتكاملها بحيث تعبر عن كل الاتجاهات المرتبطة بالظاهرة، ودقة المعلومات ونسبها إلى مصادرها.كما ينبغي التأكيد في النهاية على أهمية أن يقوم المعد بجمع المعلومات الكافية عن الشخصية وعن الموضوع، التي تساعده وتساعد فريق العمل المتعاون معه على إخراج العمل بالشكل الذي يخدم الغرض الذي قام من أجله.

 البرامج الكوميديّة : وهي البرامج التي تختص بمواضيع الاستراحة والمواقف المضحكة والمسلية والتي في النهاية تقصد الكوميديا .

البرامج الفنيّة : وهي البرامج التي تقوم على أسس فنية من نشرات إخبار ولقاءات ومتابعة أخر الإخبار والمستجدات الفنية .

البرامج التثقيفيّة : وهي برامج التوعية والإرشاد التثقيفي .

برامج أطفال : وهي البرامج التي تختص بالطفل من متابعة ودراسة لان الأطفال هم أكثر فئات الجمهور حساسية، ويتعين إن يتم إخضاع كافة البرامج الموجهة لهم للبحث والدراسة قبل بثها .

المسلسلات و الدراما  ، البرامج الرياضيّة  ،البرامج الدينيّة  ، البرامج الوثائقية

مهام برامج الشباب التلفزيونية

الموسوعة الاعلامية : تنبع أهمية الدور الذي يجب ان يقوم به الاعلام المرئي والمسموع من خلال كافه برامجه وبرامج الشباب خاصة من أهمية هذه الشريحة الشبابية فى المجتمع حيث يمثل الشباب نسبة كبيرة من سكان العالم وبناء على ذلك لابد من الاهتمام بهذا القطاع وتنمية قدراته ومعالجة مشكلاته وإتاحة الفرص أمامه للمشاركة الايجابية الفعالة وتبصيره بالقيم والسلوكيات الايجابية .

و نظرا للاهتمام المتزايد بالشباب فقد قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة تسمية سنة 1985 بالعام الدولي للشباب والهدف الأساسي لهذا العام -  الذي يرتكز على ثلاثة موضوعات محورية هي المشاركة والتنمية والسلام – هو توعية الرأي العام العالمي فيما يتعلق بالشباب والتعريف بمشكلاتهم بشكل أفضل وإشراكهم على نحو أكثر ايجابية فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتشييد صرح السلام ، وانطلاقا من ذلك تبرز أهمية قطاع الشباب وضرورة رعايته من قبل المؤسسات المختلفة بصفة عامة ووسائل الاعلام بصفة خاصة لاما لها من إمكانات وتأثير على هذا القطاع فى تكوين آرائه وتشكيل اتجاهاته واختيار نموذج القدوة ودورها فى توسيع مدارك وأفكار الشباب وحث دوافعهم واهتماماتهم بقضايا المجتمع وضرورة المشاركة فى مختلف المجالات الحياتية .

وانطلاقا مما سبق يمكن لبرامج الشباب فى الراديو والتليفزيون ان تقوم بالمهام التالية :

- المساهمة فى عرض ومناقشة أهم القضايا المؤثرة فى حياة الشباب .

- الاهتمام بالموضوعات الحيوية التي لها أهمية كبيرة فى بناء شخصية الشباب مثل التوجيه المهني للشباب وتدعيم الشعور بالمسؤولية الاجتماعية لديهم والتوجيه الثقافي وتدعيم الانتماء لديهم .

- الاهتمام بتدعيم القيم والسلوكيات المطلوبة لدى الشباب من خلال الرسائل المباشرة وغير المباشرة وفى مقدمتها الدراما التي تقدم القيم الدينية والاجتماعية والشخصية.

- المساهمة فى تنمية المهارات وتنمية القدرة على التفكير والابتكار .

- الاستفادة من نتائج الدراسات التي ترصد احتياجات الشباب بحيث تكون دليلا عند التخطيط والإعداد لهذه البرامج لتأتى مطابقة للاحتياجات الفعلية.

تفعيل دور الشباب في برامجهم :

ان الانتفاع والمشاركة أصبحا ركيزة الاتصال الاقناعي لذلك لابد من ان تراعي برامج الشباب فى الراديو والتلفزيون أهمية توفر هذين العنصرين على النحو التالي :

1/ الانتفاع:

ويأتي ذلك عن طريق إحساس الشباب ان هناك منفعة ما تعود عليهم من خلال تعرضهم لبرامجهم وانه يتم إشباع بعض الحاجات نتيجة هذا التعرض طبقا لنظريتي الاستخدامات والاشباعات والاعتماد على وسائل الاعلام ولكي  تتحقق هذه المنفعة .. فمن الضروري ان تتناول برامج الشباب القضايا التي تمس حياة الشباب وتشغل اهتمامهم وان تتصدى لها بالمعالجة والتحليل .

ويمكن ان تتحقق المنفعة ايضا من خلال معرفة الاحتياجات النفسية للشباب والعمل على إشباعها من خلال برامجهم ، وهكذا يمكن ان تتحقق الاستفادة الكاملة لهذا البرامج ويمكن ان تكون هناك جسور واتصال حقيقية بين برامج الشباب وواقعهم الفعلي .

2/ المشاركة :

من خلال برامج المشاركة الجماهيرية حيث:

- تتيح هذه النوعية من البرامج الفرصة للجمهور للاتصال بإذاعتهم والمشاركة فى برامجهم من خلال المشاركة المباشرة او بالاتصال التليفوني او البريدي .

- تعتبر المناقشة الجماعية من أفضل الأشكال التي يمكن استخدامها لإيجاد حلول للموضوعات بالإضافة إلى المتخصصين فى مختلف المجالات .

- مشاركة الشباب فى التخطيط لبرامجه من خلال استطلاع آرائه فيما يقدم له والاهتمام بردود فعله عما يقدم مما يقع فى نطاق بحوث المستمعين والمشاهدين .

أساليب المشاركة:

تتنوع الأساليب التي يمكن من خلالها جذب الجمهور المستهدف للمشاركة فى برامجه من خلال :

-         برامج المسابقات .

-          طلب عرض فقرات معينة فى إطار ما يطلبه المستمعون والمشاهدون .

-         البرامج الحوارية حيث تطرح التساؤلات وتناقش القضايا .

-         تخصيص برامج لتقديم إبداعات الشباب وإنتاجهم الفكري.

-         تخصي البرامج التي تتلقى باستمرار أراء الشباب.

 

التخطيط لإعداد البرنامج

تمر عملية التخطيط لإعداد البرنامج بخمس مراحل أساسية مع مراعاة السمات المعاصرة للبرامج الإذاعية والتليفزيونية من حيث سلاسة الأسلوب اللغوي، والإيجاز في النصوص، سرعة الإيقاع وخفة البرامج ومناقشة القضايا الحساسة، والاستعانة بمصادر المعلومات والإحصائيات حول الموضوع المثار، والتخصص في مخاطبة فئات جماهيرية أو معالجة موضوعات محددة، إلى جانب التفاعل مع الجمهور وتوظيف الصورة التليفزيونية جيداً.

 

1/ اختيار فكرة الموضوع :

يستطيع المعد من خلال المعايشة الكاملة للواقع المحيط به وإحساسه بمشكلاته وقضاياه واهتماماته أن يلمح الأفكار التي تتناسب مع سياق البرنامج الذي يعده .

وتعتبر المتابعة الدائمة لوسائل الإعلام المختلفة، والقراءة للكتب المختلفة، والدراسات التي تقوم بها مراكز البحوث والجامعات.. كل هذه تمثل روافد مهمة لخلق أفكار جيدة لأن الفكرة هي "رأس مال المعد".

ولا بد للفكرة المختارة أن تهم الجمهور المستهدف وتثير انتباهه وتمس مشكلاته، وأن تناسب الفكرة موضوع البرنامج واهتمامات المعد، وأن تكون الفكرة أخلاقية، بمعنى أنها تحترم أخلاقيات المجتمع وقيمه وعاداته.

2/ تحديد الغرض:

ويتراوح غرض البرنامج ما بين الإعلام -أي تقديم معلومات معينة لجمهور المشاهدين أو لفئة منهم، ويتضح ذلك أكثر من خلال النشرات والبرامج الإخبارية- والتثقيف كالبرامج السياسية أو الدينية أو الاجتماعية، أو الترفيه كالبرامج الرياضية وبرامج المنوعات، أو التوجيه والتعليم كالبرامج الصحية أو الزراعية

3/ البحث العلمي أو جمع المادة العلمية:

مرحلة البحث العلمي أو جمع المعلومات، وتبدأ هذه المرحلة بعد الاستقرار على الموضوع أو فكرته الأساسية بشكل عام وتحديد الهدف منه، وهي قد تمتد حتى المراحل الأخيرة لتنفيذ البرنامج من خلال الكتب والمراجع والنشرات والصحف وشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) .

4/ كتابة السيناريو:

يعرف كتاب ومعدو البرامج التلفزيونية شكلين للسيناريو التلفزيوني :

أولهما النصوص الكاملة فهي التي تستخدم عادة في البرامج الدرامية، حيث يكون بوسع الكاتب أن يتحكم في كل عناصرها ويحدد كافة تفاصيلها من البداية حتى النهاية.

أما الشكل الآخر فهو النصوص غير الكاملة وفي هذا النوع لا يستطيع الكاتب أو معد البرامج أن يتحكم في كل عناصر البرنامج ومن ثم يقتصر المطلوب منه على مجرد تحديد الخطوط الرئيسية للبرنامج والنقاط أو الجوانب التي يلتزم بها الأشخاص المشاركون فيه وقد جرت العادة أن يكتب السيناريو الكامل أو شبه الكامل في شكل عمودين تنقسم الصفحة إلى قسمين أو عمودين على النحو التالي:

القسم الأول:يكون على يمين الصفحة، ويشمل ثلث المساحة فقط، ويخصص للصورة أو المرئيات؛ فإن هذا القسم يشتمل عادة على العناصر التالية:

المناظر والديكورات، والأشخاص وسائر الكائنات الحية، والأكسسورات، وشرح ما يجري من أحداث وحركة، والمادة الفيلمية، والشرائح، واللوحات، وكافة وسائل الاتصال المرئية.

القسم الآخر:يقع على يسار الصفحة، ويشغل المساحة المتبقية وحتى ثلثي الصفحة، ويخصص للصوتيات كالحوار والتعليق والمؤثرات الصوتية والموسيقى الصوتية.

5/ الاتصال والتنسيق:

وهي المرحلة التي تعتبر الممارسات النهائية لإعداد البرنامج كالاتصال بالمصادر والتأكيد معهم على ميعاد التصوير، والتنسيق مع فريق العمل كالمخرج ومقدم البرنامج والتواجد في مكان التصوير لمتابعة سير العمل وفقا للطريقة المتفق عليها والسيناريو المكتوب.

ويتطلب التخطيط ايضا ملائمة اختيار الموسيقى والأغاني للموضوع والجمهور المستهدف وكذلك  الإعداد لجلسة تمهيدية قبل التسجيل (بروفة) بين مقدم البرنامج وضيوفه لتحقيق الألفة بينهما والاتفاق على أهداف البرنامج ومدته واختبار الأجهزة الفنية للوصول أخيراً إلى التسجيل الإذاعي أو التليفزيوني وفق التصور الموضوع .

معد البرامج التليفزيونية

تعتبر وظيفة "معد البرامج" من الوظائف المهمة في شبكات التلفزة العربية، فهي العمود الفقري لأي برنامج تلفزيوني، فإعداد البرامج هو الأساس الذي تبنى عليه بقية العناصر في التلفزيون (التقديم، التصوير، الديكور، الإخراج، المونتاج، أسلوب عملها)، كما أن هذه العناصر تحول ما كتب على الورق إلى واقع مرئي.

وتسعى السطور القادمة إلى الإطلال على المؤهلات اللازمة لمن يرغب في العمل في وظيفة معد برامج تلفزيونية، علما بأن هذا النوع من الوظائف هو خليط من الموهبة والعلم والممارسة.

ويستطيع المعد من خلال المعايشة الكاملة للواقع المحيط به وإحساسه بمشكلاته وقضاياه واهتماماته أن يلمح الأفكار التي تتناسب مع سياق البرنامج الذي يعد،،،

 وتعتبر المتابعة الدائمة لوسائل الإعلام المختلفة والقراءة للكتب المختلفة والدراسات التي تقوم بها مراكز البحوث والجامعات روافد مهمة لخلق أفكار جيدة لأن الفكرة هي رأس مال المعد .

من هو معد البرامج؟

هو الشخص الذي يقوم بإعداد العمل التلفزيوني، وتطلق كلمة إعداد على المعالجة الفنية لنص من النصوص حتى يمكن تقديمه بالطريقة المناسبة التي تلائم طبيعة التلفزيون كوسيلة إعلامية.

وهناك نوعية معينة من البرامج تعتمد اعتمادا كليا على السيناريو الذي يقدمه المعد أو الكاتب، لكن هناك برامج أخرى يقوم المعد فيها باختيار الموضوع لأشخاص المشاركين والاتصال بهم وإقناعهم بالمشاركة والاتفاق معهم على كافة الخطوات والترتيبات وصياغة الأسئلة التي يستخدمها مقدم البرنامج في حواره مع الضيوف وكتابة بعض النقاط المهمة التي تنير الطريق أمام مقدم البرنامج.

وفي كل الأحوال يجب على الكاتب قبل أن يبدأ كتابته أن يفكر أولا في كيفية ظهور ما يكتبه على الشاشة، كما أن على معد البرامج أن يستوعب جيدا مقومات صياغة الرسالة التلفزيونية، وكيفية استخدام كل عنصر فيها لأن هذه العناصر هي مفردات لغة التلفزيون التي يصوغ بها ويعبر من خلالها عن أفكاره ومعلوماته ومشاعره وكل ما يريد توصيله للمشاهد.

فالصورة ومكوناتها وزوايا تصويرها وشكلها وحجمها والأضواء والملابس والماكياج وحركات وإيماءات الشخصيات كلها عناصر على الكاتب أن يوضحها في النص الذي يكتبه على شكل تعليمات، سواء أكان النص دراميا أو غير درامي، علاوة على استخدام عناصر الصوت ومكوناته والتعبير عنه في النص.

وكل هذه العناصر المرئية والصوتية مع تفهم الأساسيات التقنية للتلفزيون وأجهزة الإنتاج من كاميرات وغرفة مراقبة وتحكم ومكان الإنتاج والحدود التي يفرضها وكيفية تنفيذ الإنتاج، وهل سيتم تسجيله أو عرضه مباشرة.. كل هذه المقومات تشكل فن الإعداد التلفزيوني.

سمات معد البرامج :

يفضل أن يكون معد البرامج موهوبا بمعنى أن يكون لديه الاستعداد الشخصي والرغبة في الكتابة والإعداد، ثم عليه بعد ذلك صقل هذه الموهبة وتنميتها بالمران والممارسة ولكي تسير تجربة المعد بنجاح فهي في حاجة إلى تنمية مستمرة ويتأتى ذلك بالدراسة العلمية المتعمقة والاشتراك في الدورات التدريبية المتخصصة ومن السمات والمؤهلات العامة التي ينبغي توفرها في معد البرامج والتي منها:

- تشترط معظم التلفزيونات العربية توفر مؤهل جامعي وتمكن من اللغة العربية والإنجليزية.

- القدرة على التعبير عن الأفكار وتتجلى هذه القدرة في مقدرته على الكتابة.

- القدرة على تحصيل المعرفة وفهم الآخرين وتحصيل المعلومات من خلال قدرته على القراءة والاستماع.

- مستوى معرفي جيد بالموضوعات التي يكتب فيها.

- المعايشة الكاملة للواقع والإحساس الشديد بمشكلات مجتمعه.

- القدرة على التخيل والابتكار.

- الالتزام بالمعايير الأخلاقية كالصدق والموضوعية.

- الإلمام بالتشريعات الإعلامية.

- فهم التلفزيون كوسيلة إعلامية وخصائصها ومقوماتها.

- الإلمام بالثقافة العامة، والمقصود بها مجموعة المعارف والاهتمامات المتنوعة التي تشمل السياسة والتاريخ والاقتصاد والمجتمع، وهذه الثقافة الموسوعية تعد جزءًا لا يتجزأ من مدركات الكاتب ورصيدا مهما من الأفكار والمعلومات التي كثيرا ما تعينه على أداء عمله.

- التزود بالثقافة التي تتصل بالعمل التلفزيوني بمعنى أن يتزود الكاتب بمجموعة المعارف الأساسية والعلوم والفنون التي تتصل بالعمل التلفزيوني وترتبط به ومن ذلك الدراما والموسيقى والتذوق الفني والتمثيل والنظريات الأدبية والفنية المختلفة، فضلا عن العلوم والفنون التي تتصل بتخصص دقيق يكون الكاتب قد اختار العمل فيه.

- وأخيرا المرونة والقدرة على مواجهة المفاجآت وهذا أمر تفرضه طبيعة الإنتاج التلفزيوني أولا وأخيرا حيث يخضع للمفاجآت والظروف المتغيرة في كثير من جوانبه

فقد يرفض أحد الضيوف الحضور في لحظة حرجة، وقد يتعذر الحصول على موافقة السلطات لتصوير برنامج ما أو لقطات في مكان معين، كما قد يتعذر التصوير في مكان ما لسبب فني خارج عن الإرادة وهذه المفاجآت تتطلب من الكاتب أن يكون مرنا أو أن تكون لديه القدرة التي تمكنه من مواجهة مثل هذه المفاجآت.

ولذلك يقال إن الكتاب الذين أحدثوا تفوقا وبرزوا في هذا المجال لم يبرهنوا على أنهم موهوبون فقط بل إنهم قادرون كذلك على تحمل التوترات الهائلة الناجمة عن طبيعة العمل التلفزيوني وتحت ضغط مواعيد تحدد تحديدا دقيقا سواء فيما يتعلق بالتسجيل داخل الاستوديوهات أو التصوير والنقل الخارجي أو البث لمباشر من الأستوديو.

ومن هنا فإن الكتابة الجيدة وإن كانت شيئا ضروريا ومطلبا أساسيا فإن ذلك لا بد أن يتم في إطار المواعيد والأوقات المحددة التي تتوافق مع طبيعة العمل الإذاعي وظروفه التي قد تضطر الكاتب لمواجهة حالات معينة تقتضي اختصار النص أو إعادة كتابته أو إضافة معلومات جديدة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق