الجمعة، 11 نوفمبر 2011

شجرة النيم … الكنز المهمل بالسودان

شجرة النيم … الكنز المهمل بالسودان     
شجرة النيم من الأشجار مستديمة الخضرة وهي شجرة معمرة وتنمو في مناطق عديدة من العالم ، إلا انها لا تتحمل الصقيع .
 ويعتبر الموطن الأصلي لها هو الهند وبورما . وتنتشر شجرة النيم في مناطق عديدة بالسودان بالرغم من الدراسات العلمية
والبحوث العديدة التي أعدت عنها في عدد من الجامعات ومراكز البحوث السودانية إلا أنها لم تر النور في حيز التطبيق العلمي والإستثماري في العديد من المجالات . وتعتبر شجرة النيم أكبر مستودع للعديد من المواد الكيميائية والصيدلانية والطبية
والبشرية والبيطرية .
وفي هذا المجال نشطت العديد من مراكز البحوث العالمية لإعداد الدراسات لمعرفة أسرار هذه الشجرة العجيبة التي أودع الله
سبحانه وتعالى فيها العديد من الأسرار الأمر الذي لا يتوفر في أي نبات آخر فعلى سبيل المثال إعتاد سكان الهند وبعض
الدول الأفريقية على إستعمال الأفرع الصغيرة الطرية من شجرة النيم بدلاً عن فرشاة ومعجون الأسنان وقد أثبتت الدراسات
 أن الأشخاص الذين يستعملون هذه الأفرع يتمتعون بأسنان ولثه سليمه خالية من الأمراض . كما إعتاد السكان في العديد من
البلاد التي تنمو فيها هذه الشجرة على إستعمال أوراق شجرة النيم لحفظ الكتب والسجاد والمنتجات الصوفية لحفظها من آفات
 وحشرات المخازن القارضة .
وفي هذا المجال نستعرض بعض الاستخدامات لهذه الشجرة الرائعة :
إنتاج الأسمدة :
في إطار محاولة العالم للعودة للطبيعة بعد إنتشار العديد من الأمراض جراء التوسع في استخدام الكيماويات الزراعية إتجه
العالم للزراعة العضوية واستخدام الأسمدة البلدية من المخلفات الحيوانية والزراعية وفي هذا المجال تتم الإستفاده من بذور
النيم بعد إستخلاص الزيت وذلك لإنتاج سماد بلدي غني جداً بالنتروجين والفسفور والبوتاسيوم ( NPK ) وكميات مقدرة من
الماغنسيوم والكالسيوم ويعرف هذا السماد بإسم Neem cake  وهو يتفوق على السماد البلدي العادي في نسب العناصر
 المذكورة ويستخدم هذا السماد في مزارع قصب السكر وحقول إنتاج الخضر العضوية ، كما يمتاز هذا السماد بفاعليته الكبيرة
ضد النيما تواد والنمل الأبيض بالتربة الزراعية . أيضاً يتم استخدام أوراق النيم في حقول الأرز للتقليل من أضرار المياه الراكدة في تلك الحقول ، وكذلك يستخدم في حقول إنتاج التباكو ، وقد وجد في قامبيا أن حقول الطماطم المغطاة بأوراق النيم قد أعطت إنتاجاً
مبكراً قبل عدة أسابيع مقارنة بالحقول العادية غير المغطاه بأوراق النيم وكذلك كانت النباتات أكبر حجماً وأكثر تفرعاً
وبالتالي أعلى إنتاجاً .
استخدام النيم كوقود :
هنالك عدة مجالات في هذا الموضوع وعلى المستوى الريفي يتم استخدام زيت النيم في مصابيح الإضاءة الريفية في العديد
من الدول مثل الهند وشمال نيجريا . وتشتهر نيجريا بزراعة مساحات واسعة من أشجار النيم كإستثمارات إنتاج الوقود سواء
عن طريق التخمير أو عن طريق إنتاج الفحم النباتي والذي أثبتت الدراسات أن جودته عالية ويقترب من الفحم الحجري في
 قيمته الحرارية .
المنتجات القائمة على زيت النيم :
يعتبر زيت النيم أحد أهم المنتجات التي التي يمكن إستخدامها من بذور النيم ويصنف زيت النيم من ضمن قائمة الزيوت النباتية والمجال لا يتسع للخوض في تفاصيل هذا الزيت . يتم إستخلاص الزيت بعدة طرق منها الإستخلاص على البارد أو باستخدام المذيبات
 الكيميائية ، ويستخدم الزيت المستخلص على البارد في صناعات عديدة نذكر منها .
صابون التواليت :
يستخدم زيت النيم المستخلص بالمذيبات الكيميائية في صناعة العديد من أنواع الصابون بدرجات مختلفة من حيث الجودة
والثمن المعتدل نسبة لرخص الزيت المستخلص من النيم .
مستحضرات التجميل :
تعتبر مستحضرات التجميل المنتجة من النيم خاصة بدرة الوجه المنتجه من أوراق النيم والتي تستعمل لنضارة الوجه من أفضل المستحضرات خاصة إذا علمنا أن معظم الكريمات الصناعية تحتوي على مواد كيميائية ضارة بصحة الإنسان مثل مادة الرصاص ومادة الزئبق . كما أن زيت النيم النقي يدخل في صناعة طلاء الأظافر ويكسبه لمعاناً مميزاً بدلاً من مادة الرصاص السامة .
صناعة الشحوم :
يمتاز زيت النيم بخاصية عدم الجفاف والإنحلال بعكس الزيوت النباتية الأخرى … ويتم إنتاج شحوم عديدة من هذا الزيت
في الهند لإستخدامها في تشحييم وتزييت عربات الكارو والمركبات الريفية محلية الصنع .
صمغ النيم :
يتم إستخراجه من المادة اللبنية عند قطع أفرع وسيقان أشجار النيم ويستخدم كأحد مضافات الأغذية خاصة في جنوب آسيا .
عسل النيم :
العسل المنتج من غابات النيم يعتبر من أفضل أنواع العسل وله فوائد طبية عديدة ويحقق النحل في النيم أرباحاً طائلة من
هذا النشاط الإقتصادي الهام .
هذه لمحة سريعة عن هذه الشجرة المعجزة والمهملة في السودان وأرجو أن يحرك هذا المقال جهات الإختصاص للإهتمام
بهذه الشجرة في إطار عدد من المشاريع الإستثمارية لما فيه خير البلاد والعباد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق