الجمعة، 11 نوفمبر 2011

حظيرة الدندر ..سحر الطبيعة ووحشية الحياة البرية

بسم الله الرحمن الرحيم
اعرف بلدك
حظيرة الدندر …..  سحر الطبيعة ..ووحشية الحياة البرية

تم تأسيس حظيرة الدندر القومية او منتزه الدندر القومى فى عام 1935 م بعد توقيع سلطات الحكم الاستعمارى
 فى السودان فى عام 1933 م على اتفاقية لندن لحماية البيئات الطبيعية ونباتات وحيوانات افريقيا وحظيرة الدندر تقع فى مساحة 10288 كيلومتر مربع فى الجنوب الشرقى لولاية سنار , على حدود السودان مع اثيوبيا شريط حدودى يمتد لاكثر من مئتى كلم , تقع بعض اجزاء المحمية فى ولايتى النيل الازرق والقضارف الا ان معظم اجزائها تقع فى ولاية سنار حيث يقع فيها النطاق الاساسى الدى تتوفر فيه معظم مكونات المحمية وجزء من النطاق العازل 80  من مساحتها تقع بولاية سنار .
تعتبر محمية الدندر من المحميات المميزة لانها تمثل الملاد الاخير للحيوانات الوحشية فى شمال السودان وافريقيا اضافة الى اعتبارها محطة للطيور المهاجرة من الجنوب الافريقى الى اوربا زد على دلك انها مازالت بكر ولم تستغل او تستهلك كغيرها من المحميات الافريقية كل دلك اهلها لتسجل ضمن محميات المحيط الحيوى التى ترعى  من قبل المنظمات الدولية كاليونسكو والمرفق العالمى لحماية البيئة وتحظى بدعم مقدر مشروع تنمية المحمية 2001-2003
تمثل المحمية للسودانيين ومحبى البيئة والحياة البرية تراثاً ورمزاً للطبيعة المفتوحة فى ابهى صورها حيث تتناغم فيها مكوناتها المختلفة مما يدخل السرور والبهجة الى النفس .
طقس المحمية ومناخها يختلفان كثيراً عن اقرب المناطق اليها ودلك للتباين الواضح فى البيئة والموارد فالامطار السنوية للحظيرة تتراوح بين 600 الى  800 مليمتر ويبدأ فصل الخريف فى مايو ويمتد حتى نهاية اكتوبر وتربة الحظيرة هى التربة الطينية المتشققة والتربة الخفيفة المترسبة وهى نوعية من التربة تجدها لزجة جداً عند خلطها بالماء وتكون سهلة الاستعمال بينما تكون صلبة جداً عند جفافها . تعتبر المحمية مساحة من الوديان فى فصل الخريف لكثرة المياه فيها وجريان الخيران والجداول وعدد كبير من الميعات اضافة الى دلك يخترق الحظيرة نهرا الدندروالرهد وتغمرها مياه الفيضانات والامطار لتشكل شبه بحيرة وتغدى لدلك غاباتها وتظل حشائشها ونباتاتها خضراء حتى نهاية فصل الجفاف لتشكل مرتعاً ومرعى خصب للحيوانات البرية التى تعتمد على الكلاء .
تتميز حظيرة الدندر بثلاث بيئات نباتية رئيسية وهى سافنا الغابات والتى تتخللها الحشائش حيث توجد بها مناطق اشجار الطلح والهجليج وتغطى هده المجموعات النباتية اكبر المساحات فى الحظيرة كما توجد البيئات النهرية والتى  توجد فى ضفاف الانهار والمجارى المائية وتتضمن اشجارها الدوم والسنط والجميز والخشخاش والسدر وكدلك وكدلك تتوجد بيئة الميعات والتى تتميز بغطاء نباتى من الحشائش المعمرة والتى تستبدلها النباتات الحولية كنبات العدار يتزايد الاطماء فى الميعة وتتعرض الميعة للجفاف .
تتواجد بحظيرة الدندر تشكيلة متميزة من الحيوانات تتمثل فى اكثر من 17 نوعاً من الثديات الكبرى وحوالى 250 نوعاً من الطيور والعديد من انواع الزواحف والثديات الصغيرة والبرمائيات وحيوانات الدندر تشمل : البشمات , التيتل , الكتمبور , المور , ابو عرف , الجاموس , ابو نباح , النجلت , غزال سنجة , القرد البلدى , قرد الطلح , والنسناس الاخضر والضباع والقطط الخلوية .
كما توجد بالحظيرة عشرات الالاف من طيور دجاج الوادى ويوجد بها النعام والعديد من الطيور النادرة وقد اختفت بعض انواع الحيوانات التى كانت تتواجد بالحظيرة مثل وحيد القرن الاسود وفرس النهر , القرنتى والتيتل الاصفر والاريل والزراف وكان اختفاء الثلاثة الاوائل خلال منتصف القرن العشرين اما الاخيرين فقد اختفى الاريل فى السبعينات بسبب تحول مناطق هجراته الخريفية الى مشاريع الزراعة الالية وتعرض الزراف الى الصيد الجائر وبصفة خاصة فى مراعيه لفصل الخريف ولم تتم مشاهدة اى زراف بعد 1985 م ويتعرض حالياً التيتل الى تناقص كبير فى اعداده مما يهدده بالانقراض المرجع مشروع تنمية المحمية .
تعرضت محمية الدندر فى الفترة السابقة حتى 2000 م لتدهور مربع وتناقصت حيواناتها وتردت بيئتها ودلك بسبب قطع الاشجار والتوسع فى الزراعة الالية والاستيطان السكانى والانشطة الامنية المعادية على الحدود الشرقية النزوح السكانى للمنطقة بدأ مند الستينات ودلك بسبب موجات الجفاف والتصحر وتأثر مناطق واسعة من غرب السودان بها بصفة خاصة شمال وغرب دارفور وقد ادى دلك التوسع الاستيطان السكانى فى المناطق المتاخمة للحظيرة حيث تتواجد حالياً اكثر من 40 قرية فى الحدود الشمالية الشرقية للحظيرة وعلى امتداد نهر الرهد  ويقطن هده القرى حوالى 150 الف نسمة يعتمد جزء  كبير منهم فى معاشهم على موارد الحظيرة من حطب للوقود وجمع لثمار الاشجار وجمع العسل والصيد الغير قانونى والتسلل بحيواناتهم داخل المحمية بحثاً عن المرعى .
كما ان تمدد مساحات كبيرة للزراعة الالية فى المناطق المتاخمة للمحمية قد قضى على مساحات المرعى ودفع بالرعاة والباحثين عن الاخشاب وحطب الوقود للتسلل للمحمية وهى مشكلة كبيرة ويعاقب القانون الرعاة بمصادرة 50 من حيواناتهم .
اما الصيد فقد كان احد اكبر مهددات المحمية ولكن نتيجة لكثير من العوامل واهمها الجهود التى قامت بها ادارة مشروع تنمية محمية الدندر والمتمثلة فى الحملات التثقيفية ودعم المجتمعات المحلية ببعض المشروعات حدت كثيراً منه ولم تسجل حالات تعدى كبيرة خلال الاعوام الاخيرة الماضية .
تعتبر محمية الدندر احدى المرافق السياحية الهامة فى السودان وحظيت فى الاونة الاخيرة باهتمام عالمى كبير يمكن ان يوظف ليجعل منها قبلة لزوار السودان الباحثين عن الطبيعة والحياة البرية والبيئة خاصة الاوربيين الدين تعتبر المحمية اقرب محمية لدولهم من الناحية الجغرافية , بالرغم من دلك فان المحمية حتى الان غير موهلة لاستقبال السياح لعدم وجود خدمات سياحية تناسب حجم ومساحة المحمية وتتردى فيها ايضاً خدمات الاقامة والاعاشة وتنعدم الطرق المعبدة  التى تؤدى اليها اضافة لانعدام خدمات الاتصال والنقل والمطار وانحصرت الخدمات المتاحة فيها على معسكر صغير بسعة خمسة وحدات تتسع لعدد لا يزيد عن 30 شخصاً وحتى هده الوحدات لا تتناسب والمواصفات السياحية , برامج السياحة وتسهيل المرور الى المحمية وتحسين بعض الخدمات تقوم بها وبجهد متواضع ادارة السياحة بولاية سنار التى تسعى بجد وبحدود امكانياتها المتاحة لرفع مستوى الخدمات وتقديم خدمات الارشاد وتنظيم السياحة الى المحمية واستهداف السياحة المحلية وهو ما لاقت فيه نجاحاً  طيباً .
اما وزارة السياحة الاتحادية فهى غايبة تماماً عن المحمية ولا تقدم اى اسهام فى جهود تنمية الخدمات السياحية بها .
يمكن القول بأن مستقبل المحمية بعد استقرار الاحوال الامنية فى الشرق تبدو افاقها واسعة ورحبة فى المجال السياحى ومجالات الاستثمار فى السياحة وصناعات اخرى تفيد ولا تضر بالمحمية وتعتبر سنجة من المدن التى ستستفيد كثيراً من نماءا السياحة بالمحمية حيث تمثل نقطة ارتكاز وانطلافة للسياح الدين يتوافدون على المحمية اضافة الى انها تشكل نقطة عبور مربوطة بطريق سريع وكبرى فى الطريق الى المحمية لدلك فكل خطط تنمية السياحة بالمحمية ترتبط بها لحد كبير مما جعل من الاهمية مواكبة الامر باعداد مرافق خدمات سياحية مميزة بالمدينة .
ينقص المحمية الاهتمام الجاد من قبل كل الجهات المختصة ودات الصلة لتصبح مورد اقتصادى ومنتج تراثى وهو امر تبدو افاقه المستقبلية واعدة ومشرقة

هناك تعليق واحد:

  1. مدونتكم رائعه اتمني ان تزورونا بسحر الحياه
    http://se7ral7ya.blogspot.com/

    ردحذف