بسم الله الرحمن الرحيم
بعد جدل كبير في تلك المسالة التي تعتبر دينيه قبل ان تكون اجتماعيه اليكم آراء الشيوخ فيها , اعتبر شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، ومفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة وعلماء آخرون، الختان عادة فرعونية قديمة وليست عبادة ولا توجد أدلة شرعية تدل على مشروعيته، وبالتالي فإن منعه أفضل. وأفتى شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي بأن عملية الختان بالنسبة للإناث هي مكرمة وليست واجبا، بل هي في الأساس عادة غير إسلامية، وقال لا يوجد مبرر ديني لختان الإناث، حيث أنه لم يرد ذكر له في القرآن أو السنة، مؤكدا أنه في الإسلام الختان للرجال فقط، وطالب بأن يرجع القرار في إجراء عملية الختان لطبيب موثوق به. أما علي جمعة، مفتي الديار المصرية، فقد أفتى بأن عملية ختان الإناث ليست قضية تعبدية دينية في أصلها وإنما هي قضية عادية، أي من قبيل موروث العبادات، وأن هذه العادة انتشرت بين دول حوض النيل قديما حيث مارسها الفراعنة. وقد انتقلت إلى بعض العرب كما كان في المدينة المنورة. بينما يرى الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، أن ختان الإناث سنة تنظيمية لا توجد نصوص قطعية تأمر به أو تنهى عنه لأن جمهور الفقهاء اتفقوا على أن الختان في حق الرجال واجب شرعي، وهو من شعائر الإسلام التي يجب على المسلمين أن يحرصوا على فعله وعدم تركه لصحة ما ورد فيه من نصوص قطعية الدلالة على ذلك. أما بالنسبة للإناث فإنهم قد اختلفوا فيه، فعند الإمام أبي حنيفة والمشهور في فقه الإمام مالك أنه بالنسبة للنساء مكرمة وعند الشافعية فإن الختان واجب على الرجال والنساء، وعند الإمام أحمد بن حنبل فإن الختان واجب على الرجال ومكرمة في حق النساء وليس واجبا عليهن. أضاف الدكتور واصل، خلاصة هذه الأقوال أن الفقهاء اتفقوا على أن الختان في حق الرجال و"الخفاض" في حق الإناث مشروع للجميع لعموم الأدلة الواردة في ذلك، فالنصوص جاءت تؤكده في حق الرجال وتتركه بالنسبة للنساء وشأنهن. وبناء على ذلك، فختان الإناث متروك بما يتناسب ومصلحة ذوي الشأن، فإن رأى أهل الخبرة من الأطباء العدول الخير في فعله فعلوه وإلا تركوه ولأنه يختلف باختلاف البيئات والأفراد وبما لا يضر والعلاقات الأسرية حيث أن القاعدة الشرعية تقرر: "لا ضرر ولا ضرار". أما الدكتور عبد الفتاح إدريس، رئيس قسم الفقه المقارن الخبير بمجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة، فيؤكد أن ختان الإناث مشروع في الإسلام، مشيرا إلى أن خفاض الإناث سواء كان عادة أو غيرها، فقد أقره الشرع وجاءت نصوص السنة تؤكد وجوده في المجتمع العربي قبل البعثة وبعدها، ومما يدل على شرعيته قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل". وتابع الدكتور إدريس حديثه قائلا: إن بعض العلماء يؤول هذا الحديث فيقول إن ذكر الختانين في الحديث على سبيل التغليب مثل قول الأسودين والقمرين ونحو ذلك، ولكن يدحض هذا ما ورد في رواية أخرى من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جلس الرجل بين شعب المرأة الأربع ومس الختان فقد وجب الغسل، ومعنى هذا أن هناك موضعين مختنين، وهما عضو الرجل وفرج المرأة. وأضاف الدكتور إدريس أن هناك أحاديث عدة وردت في هذا الشأن؛ منها قول النبي لأم عطية الأنصارية: "أشمي ـ أي لا تجوري ـ ولا تنهكي"، مشيرا إلى أن هذا الحديث وإن كان يرمي بالطعن إلا انه يؤيد معناه ما ورد في الأحاديث الصحيحة من أن المرأة يختتن فرجها كالرجل أيضا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل من سنن الفطرة الختان، ومن ثم فان شرعية الخفاض مدلول عليها بحديث خصال الفطرة، وكل هذه الأحاديث مجتمعة تقوم دليلا شرعيا على مشروعية خفاض الأنثى. وفى نفس السياق، يرفض الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر تحريم ختان الإناث، مؤكدا أنه لا تحريم إلا بنص شرعي، وأنه لا يوجد نص شرعي يحرم ختان الإناث وهناك أحاديث نبوية وردت في موضوع ختان الإناث لم تكن صحيحة، وبالتالي فإننا نعتبر ختان الإناث من المسائل المسكوت عنها والمسكوت عنه في الشرع الإسلامي متروك لعرف الناس وما يتفقون عليه كما نص الحديث النبوي الشريف: "إن ما رآه المسلمون خيرا فهو عند الله خير".من جانبه، أفتى الدكتور محمد عبد المنعم البري، أستاذ التفسير رئيس جبهة علماء الأزهر السابق بوجوب الختان بالنسبة للإناث، مؤكدا أن الختان واجب شرعا في حق الإناث، كما هو واجب في حق الرجال تماما، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا التقى الختانان وجب الغسل"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "أشمي ولا تنهكي". وأضاف الدكتور البري أن أول من ختن من الرجال هو إبراهيم عليه السلام وكان سنه أربعين سنة ثم زوجته سارة وكان عمرها ستين سنة ثم زوجته هاجر، وأن من الأدلة التي جاءت في كتب السيرة تؤكد أنه لم تلد أي أنثى في مكة إلا وكان يتم ختانها باعتبار أن هذا الختان من سنن الفطرة. وعندما جاء الإسلام أكد لنا صراحة أن الختان من سنن الفطرة فقد أعد جملة أمور يجب أن يقوم بها المسلم في حياته لأنها من سنن الفطرة، وعد منها الختان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق