السياحة من منظور اسلامي :
فالسائح هو شخص ينتقل من الدولة التي يحمل جنسيتها او التي يقيم فيها عادة الى دولة اخرى لمدة محددة نسبقا مقابل التزام مالي يؤديه لغرض ثقافي او صحي او رياضي اوغيرها من الأغراض التي تندرج ضمن النشاط السياحي . اما المؤتمر العالمي للسياحة فيعرف السائح بانه : اي شخص يزور بلد غير البلد الذي يقيم فيه على وجه الإعتياد ،لأي سبب من الأسباب غير القبول بوظيفة باجر في الدولة التي يزورها ، ولمدة لاتقل عن اربعة وعشلاين ساعة ولا تزيد عن اتنى عشر شهرا . وقد ينقاد بعض الملاحظين للنشاط السياحي ،لما يطفو على سطحه من مظاهر التسلية والفراغ ،وما يصاحبها من بعض المشاهد العابثة ، والسلوكيات الطائشة للبقول بانها تخالف المبادئ والنصوص والأحكام الشرعية ،
وهذا وهم وحكم على بعض المظاهر والأشكال دون التعمق في الحقائق والمضامين ،ذلك ان المنظومة الإسلامية للانشطة الحياتية ، تتاسس على الحل والإباحة ، لا الحرمة والحظر ، فالأصل في الأشياء الإباحة ، لقوله تعالى :
" هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا " (البقرة الأية 29) وهي قاعدة اصولية تقرر اجازة الأنشطة والتصرفات والمعاملات وسبل الإنتفاع ،وسد الحاجات وتحقيق المصالح ، فان الله تعالى هيأ الكون بكل ما فيه من اجل ذلك ، مصداقا لقوله تعالى: " وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ، ان في ذلك لأية لقوم يذكرون " (النحل الأيتان 12،13) وتبعا لذلك فان القصد من الحركة والإنتقال في ارجاء المعمورة ، يتوخى به صالح الفرد والجماعة ،والبحث عن الحقيقة وسر الله في الخليقة ، وتعلم الدروس من حياة وتجارب الأمم في كل مكان وزمان صنع الله الذي اتقن كل شئ ،امتثالا لقوله تعالى : " ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فتم وجه الله ،ان الله واسع عليم " ( البقرة الاية 115.( واتساقا مع هذا الفهم ،يكون النشاط السياحي ،بما ينشا عنه من التأمل في الكون ،وادراك القوانين والنواميس الالهية عبر الزمان والمكان ،والتعرف على جمال الصنع وقدرة الخلق والتكوين ،وتقصى اثار الخلق ، ومظاهر النعمة هو مطلب اسلامي ،ومقصد اليماني عملا بقوله الله تعالى " او لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا اشد منهم قوة واثاروا الأرض وعمروها ، جاءتهم رسلهم بالبينات ،فما كان الله ليظلمهم ، ولكن كانوا انفسهم يظلمون " (الروم الأية 9) . وهكذا فان التنقل والترحال بهدف العلم والمعرفة بتاريخ واثار الغير لمعرفة ما عندهم من تنمية وعمارة ، والوقوف على ما تركوه من فن وابداع وعمران ومقارنة ذلك ، بما وصل اليه الإنسان في هذا العصر الراهن ،والأمم الحاضرة ، والدول المتمدينة من مدنية وعلوم ، مع افتقاد الأولين الصناعات والوسائل التكنولوجيا السائدة الأن ، ما ينبء عن قوة في العزيمة ، وقدرة على الأبتكار والإبداع في ظل بداوة راسخة ، مقارنة بتراكم ضخم للخبرات والمعارف تزخر بها الأمم والدول المعاصرة ، فهذا وغيره مما تشتمل عليه بعض معاني ودلالات الأية الكريمة . ويتجلى تكامل الرؤية الإسلامية ، في فهم مكنون النفس البشرية والإستجابة الى ما يرتكز في طبعها ، وما يتغلغل في نسيجها ، من طلب الدنيا مقرونة بالدين ، وتحصيل المادة جنبا الى جنب مع الروحانيات ، فلا اختزال للمادة على حساب الروح ، ولا مخاصمة الدنيا للعيش في الإخرة . والدليل قوله تعالى " وابتغ فيما اتاك الله الداار الخرة ، ولا تنس نصيبك من الدنيا ، واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغ الفساد في الأرض ، ان الله لا يحب المفسدين " (القصص الأية 77.( وهكذا يكون طلب حظوظ الدنيا في نطاق المشروعية الإسلامية مما لا باس به ، ومن العفو الذي اجازه المشرع الإسلامي . بل ان النصوص قد دلت على اباحة النعمة ،وطلب المتعة الحلال ،كم ا ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " . وفي الحديث الشريف " روحوا القلوب ساعة فساعة ،فان القلوب اذا كلت عميت " والحديث الأخر " ان لبدنك عليك حق " فهذه النصوص وما على شاكلتها تؤصل المنظور الإسلامي الصحيح ،نحو التمتع بالمباحات ، والإنتفاع بالنعم والمخلوقات والأشياء ،وهوجانب تنموي واقتصادي، يسلكه الفرد لكسب معاشه ،والدولة لتحقيق التنمية الإقتصادية فان الله خلقها وسخرها للانسان ،وهيأ الإستفادة بها ، وذللها للافراد والمجتمعات لهذا القصد ، لقوله تعالى : "هو الذ يجعل لكم الأرض ذلولا ،فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور" (الملك الاية 15)
ومؤدى توجه هذه النصوص هو حق الفرد في التنقل والتجول من مكان الى اخر ،كحق شخصي لصيق بالشخصية لا ينفصل عنها ، فهو حق ديني انساني ،يكفل المجتمع والدولة الإسلامية والنظام الدولي الدفاع عنه وحمايته كحق من حقوق الانسان ن ويتأتى ذلك بتمكين السائح مع ممارسته وسلوكه ، وفرض الجزاءات في حاله انتهاكه ومخالفاته او الخروج عليه .وهذا المنحى العلمي لحماية حق الفرد في التنقل والحركة في الشريعة ، لقضاء وقت الراحة والفراغ لم يتجسد على هذا النحو فينا ينص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بقوله " لكل شخص الحق في الراحة ،وفي اوقات الفراغ " بالإضافة الى الإعتراف بالحق في التنمية كاحد حقوق التضامن الحديثة
ومؤدى توجه هذه النصوص هو حق الفرد في التنقل والتجول من مكان الى اخر ،كحق شخصي لصيق بالشخصية لا ينفصل عنها ، فهو حق ديني انساني ،يكفل المجتمع والدولة الإسلامية والنظام الدولي الدفاع عنه وحمايته كحق من حقوق الانسان ن ويتأتى ذلك بتمكين السائح مع ممارسته وسلوكه ، وفرض الجزاءات في حاله انتهاكه ومخالفاته او الخروج عليه .وهذا المنحى العلمي لحماية حق الفرد في التنقل والحركة في الشريعة ، لقضاء وقت الراحة والفراغ لم يتجسد على هذا النحو فينا ينص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بقوله " لكل شخص الحق في الراحة ،وفي اوقات الفراغ " بالإضافة الى الإعتراف بالحق في التنمية كاحد حقوق التضامن الحديثة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق